أھمية اللعب في حياة الطفل

يعتبر اللعب مهم للنمو الجسدي والحركي-الحسّي عند الأطفال، لأنّ اللعب له اثر على الناحية النفسية والناحية الاجتماعية والمعرفية.

 يتسم لعب الطفل بالتلقائية، فالطفل في هذه المرحلة يكون على طبيعته حينما يلعب بدون مسايرة لأية ضغوط اجتماعية، أي أن الطفل يلعب حينما يرغب، وبالكيفية التي يريدھا. ولكن اللعب يأخد، فيما بعد. أكتر شكلية هذا الاتجاه نحو الشكلية في اللعب يزداد مع تطور نمو الطفل، بمعنى إذا كان الطفل في المراحل الأولى للنمو ينشغل بألعاب كثيرة، تلك التي تثير إھتمامه وتبعت في نفسه الفرح، فإنه مع تطور نمو قدراته واهتمامه وخبراته يأخذ في لعب ألعاب معينة. والنتيجة أن ھذا التحول في نشاط اللعب عند الطفل ھو دليل على تغيرات كيفية في بنية الشخصية في التمكن من نفسه والسيطرة على بيئته.


فالطفل في لعبه يعيش طفولته من خلال اللعب وبتماھى مع أدواته وعناصره، ويستجيب لرموزه ومعانيه. أي أن اللعب بالنسبة للطفل حقيقة يعيشھا بواقعه وخياله، ولذلك فھي تظل آثار خبراته يهف حية متأصلة. في اللعب يعيش الطفل خبرة نموه، ومن اللعب يحمل معه، ركائز نموه للمراحل التالية.


فاللعب له تأثير بالغ في النمو العقلي، وفي تشكيل شخصية الطفل. ولذلك فإن تنمية شخصية الطفل ينبغي أن تقوم لا على إستبعاد اللعب من حياته، وإنما على حسن تنظيمه بحيث يؤدي الى تكوين الخصائص البنائية للطفل في نموه.


  • ما ھي الوظائف التي يمكن أن يحققها اللعب بالنسبة لنمو الطفل؟

إن اللعب يساعد على نمو الطفل في جميع النواحي الجسمية، والمعرفية، و الإنفعالية و الاجتماعية ويساعده أيضا على التخلص من انفعلاته وصراعاته، وعلى إعادة التكيف مع العالم المحيط به ومن أھم الوظائف التي يحققھا اللعب ھي :

الناحية الحركية :

يؤدي اللعب دورا ضروريا على مستوى النشاط الحركي، فاللعب حينما يخضع للتنظيم الملائم، فإنه يخلق شروطا مواتية لنمو الأشكال المختلفة للنشاط الحركي عند الطفل. إن الطفل أثناء اللعب يستوعب المھارات الحركية المعقدة ويعمل جاھدا لتحسينها. وفي سياق اللعب، فإن الطفل يبدأ في تكوين اتجاهات معينة نحو كيانه الجسمي، وكيفية استخدامه لإمكانياته الجسمية.


بالإضافة إلى قيمة اللعب من الناحية الجسمية التي تتجلى في فاعلية البدن، فھناك أيضا فائدة على أنشطة الانتباه والتخيل والتفكير والإرادة وھي كلھا مظاھر لتطور نمو عمليات النشاط النفسي في الطفل .


الناحية المعرفية:

يباشر اللعب دورا كبيرا في نمو النشاط العقلي المعرفي، فالطفل أثناء لعبه يقوم بعمليات معرفية:

فھو يستطلع ويستكشف الألعاب التي يأتيه بھا والده. فالطفل من خلال أنشطة اللعب يتعرف الأشكال والألوان والأحجام، وعلى وظائف كل لعبة، فالألعاب التي يقوم فيھا الطفل بالإستكشاف تثري حياته العقلية بمعارف عن العالم المحيط به. أي أن اللعب يساعد الطفل على أن يدرك العالم الذي يعيش فيه، وعلى أن يسيطر على البيئة التي يعيش فيھا.


ويمكن القول أنه كلما جمع الطفل معلومات من خلال لعبه الإستطلاعي، كما يزداد إكتمال الصور الذھبية (عن اللعبة التي يستخدمھا) عند الطفل كذلك كلما كان اللعب أكثر تعقيدا كلما إزدادت فرص جمع المعلومات عنھا، وإزدادت بالتالي إھتمامات الطفل بھا، وھذا يؤدي إلى تنمية القدرات والخبرات المعرفية و الإبتدائية عند الطفل.

الناحية الإنفعالية:

إن اللعب يھيء للطفل فرصة للتحرر من القيود والإلتزامات والأوامر والنواھي، لكي يعيش احداثا كان يرغب في ان تحدث له. اي ان اللعب ھو وسيلة يستخدمھا الطفل لكي يعيش أحداثا كان يرغب في أن تحدث له. أي أن اللعب ھو وسيلة يستخدمھا الطفل لكي يحل التناقضات القائمة بينه وبين أسرته المحيطة به؛ كما أنه يھيء الفرصة للطفل كي يتخلص من الصراعات التي يعانيھا، وأن يخفف من حدة الإحباط الذي يعانيه.


فاللعب في ھذه المرحلة يؤدي إلى تفريغ Catharsis الشحنات الإنفعالية والمشاعر المحبطة التي قد يعاني منھا الطفل. فالطفل في سياق اللعب يمارس إشباعا لدوافعه ورغباته المكبوثة التي تلق إشباعا ھال في الواقع، وبذلك يحقق الطفل ذاته وقدرته وسيطرته على البيئة من خلال اللعب.

الناحية الإجتماعية:

يؤدي اللعب دورا اساسيا في نضج الطفل اجتماعيا واتزانه انفعاليا. إن الطفل يتعلم من لعبه مع الاخرين التعاون والمشاركة، وان يكتسب مكانة مقبولة داخل الجماعة. إذ أن انخراط الطفل في أنشطة اللعب الجماعي يجعله يخفف من أنانيته ونزعة التركيز حول ذاته.


وبالإضافة إلى ذلك، فمن خلال اللعب مع الأطفال الاخرين، يتعلم الطفل كيف يقيم علاقات اجتماعية،وكيف يواجه المواقف التي تحملھا تلك العلاقات من التزامات ومسؤوليات وادوار مختلفة.


والواقع ان الكثير من تكوين السلوك الاخلاقي يستمد اصوله من الأنشطة المختلفة التي يمارسھا الطفل في حياته الأولى ويستوعب الطفل، في فترة مبكرة من حياته، معايير السلوك الإجتماعي، من خلال اختلاطه مع غيره من الأطفال، داخل الأسرة، ويكتسب بالتالي، القدرة على التنظيم الواعي لسلوكه وفقا للمعايير والقيم المقبولة اجتماعيا. فمعايير السلوك ا0جتماعي تتجسد في عملية تماھي الطفل مع اللعب والدور الذي يقوم به اللعب. ويستند مضمون النظام الأخلاقي المعنوي للسلوك في اللعب على العلاقات المتبادلة بين الطفل والأشخاص المحيطين به، فخلف ھذه العلاقات تكمن معايير معينة يبدأ الطفل في أن ادراكھا وعيشھا خلال لعبه.


يمكن القول، أن الطفل في اللعب، وخاصة في سنواته الأولى، يشعر بذاته وفي علاقة بموضوعات العالم المحيط به، ويبدأ، بالتالي، في تكوين صورة او مفھوم عن ذاته. ھذا المفھوم عن الذات يتزايد في النمو والتطور باتساع خبرات الطفل وممارسته للأنشطة المختلفة التي يمارسھا.


وھكذا، فاللعب يعتبر شكلا رئيسيا لنشاط الطفل، حيث تتم من خلاله عملية نمو الذاكرة والإدراك والتفكير والتخيل والكلام والإنفعالات والسلوك الخلقي. وإن نمو ھذه العمليات تتم عن طريق متعل الطفل من الخبرات التي يمر بھا في حياته الطفولية. وھذه الخبرات التي يكتسبھا الطفل تنمي فيه حب الإستطلاع والفاعلية ومعرفة العالم المحيط به.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-