عسر الكتابة لدى الأطفال

 

عسر الكتابة هو اضطراب قد نجدها عند الأطفال ذوي ذكاء عالي، وقد تكون نتیجة اضطراب أو ضعف في تنسیق الحركات الإرادیة أو صعوبة حركیة.

تعريف عسر الكتابة عند الأطفال:

هي تلك الصعوبات التي یواجه فیها التلامیذ مشكلات متداخلة مثل عدم القدرة على الاحتفاظ بالأفكار وترابطها أو مشكلات في الصیاغة اللغویة النحویة والصرفیة، أو رداءة في الخط وتناسقاته أو رسما إملائيا خاطئا أو إدراكا خاطئا للمسافات بین الحروف والكلمات مما یجعل إمكانية قراءة ما هو مكتوب أمرا صعبا والذي یترك أثر بالغا على تحصیلهم الدراسي.

يقصد أيضا بعسر الكتابة اضطراب في اللغة المكتوبة، تمس الحركات التخطیطیة والجانب عند الطفل عسیر الكتابة. الشكلي للكتابة، حیث یعاني الأطفال في البدایة صعوبة في تعلم الكتابة، وهي تظهر على شكل مرض.

أنواع عسر الكتابة لدى الأطفال:

تختلف أنماط صعوبات الكتابة عند الأطفال باختلاف أشكالها وأحجامها واجتماعها معا عند الطفل أو تفرقها. ویمكن تحدید عدة أنماط منها تبدوا واضحة عند الأطفال عسیري الكتابة على النحو التالي:

  • صعوبات خاصة بالكتابة الیدویة:

یعاني العدید من الأطفال عسیري الكتابة من صعوبات في الكتابة الیدویة لعدم اتقانهم عددا من المهارات الأساسیة لمهارة الكتابة الیدویة مثل إدراك المسافات بین الحروف وادراك العلاقات المكانیة مثل: فوق وتحت أو مسك القلم بالطریقة الصحیحة واتخاذ الوضع الملائم عند الكتابة.

ویبرز من بین هذه الصعوبات رسم الحروف رسما صحیحا، فقد یرسم بعض الأطفال الحروف بزیادة أو نقصان أو أن یكون حجم الحرف كبیرا أكثر مما هو مطلوب أو أصغر، وكذلك صعوبة الكتابة متصلة بأي ضعف في قدرة الطفل على رسم الحروف الهجائیة متصلة أو منفصلة رسما صحیحا وفق السمات الممیزة لها والتي یسهل من خلالها على القارئ التعرف إلیها وقراءتها ویرتبط برسم الحروف رسم الكلمات المؤلفة من هذه الحروف والمقاطع الصوتیة مما یحول دون قراءتها رغم سلامة التهجئة فهي من حیث الرسم الإملائي صحیحة لكنها فاقدة لسلامة الخصائص الممیزة للحروف مما یمنع القارئ من التعرف إلیها.

  • صعوبات استخدام الفراغ عند الكتابة:

هي صعوبة تنظیمیة لا یكون معها الفرد قادرا على تنظیم الحروف والكلمات بصورة متناسقة من إعطاء الحجم الحقیقي للحرف والكلمة مع ترك مسافة مناسبة بین الحروف والكلمات تسهل عملیة القراءة على القارئ وترجع هذه الصعوبة إلى صعوبات في إدراك العلاقات المكانیة والتي تنتج عن إدراك بصري خاطئ للمكان.

  • صعوبات في التعبیر الكتابي:

هي صعوبة في قراءة التعبیر الكتابي للفرد والتي لا تعود إلى رسم الكلمات والحروف فهي مرسومة بصورة صحیحة وسلیمة وقابلة للقراءة وإنما یقصد بها الكتابة غیر المترابطة من حیث المعنى فهي لا تؤدي إلى المعنى المراد في ذهن الفرد كأن یكتب الجملة التالیة "المدرسة إلى الولد رجع" فهي جملة قابلة للقراءة من حیث الرسم الكتابي لكن غیر مفهومة من حیث المعنى المراد منها كونها غیر مترابطة.

وغالبا ما یواجه الأطفال ذوو صعوبات التعبیر الكتابي مشكلات في التعبیر الكتابي عن أفكارهم أو مشكلات في استخدام القواعد النحویة والصرفیة والمفردات أو عدم إتقان أساسیات عملیة الكتابة فلا یستطیع هؤلاء الأطفال التعبیر عن أفكارهم كتابة لأن خبراتهم محدودة أو غیر مناسبة. كما أن لدیهم صعوبة في تنظیم الأفكار وترتیبها فتكون كتابتهم غیر منظمة وغیر مرتبة وتبرز لدیهم الكثیر من الأخطاء النحویة التي تشوه المعنى المراد.

  • صعوبات في التهجئة:

یواجه الأطفال الذین لدیهم اضطرابات في التعرف إلى الكلمات إلى صعوبات في مهارة التهجئة فلا یستطیعون إعمالها بصورة جیدة فقد یستطیعون قراءة الكلمات بصورة صحیحة لكنهم غیر قادرین على تهجئة هذه الكلمات. فمهارة التهجئة أكثر صعوبة من مهارة قراءة الكلمات في حین التهجئة عملیة ترمیز للحروف والكلمات بمعنى تحویل الصور ة الذهنیة الرمزیة للحروف والكلمات إلى صیغة مكتوبة التي تتطلب من الفرد التركیز على كل حروف الكلمة حیث یختلف رمز الحرف المكتوب باختلاف وضعه في الكلمة.

  • أعراض عسر الكتابة لدى الأطفال:

طبعا، مادام أن هذه الأعراض مرتبطة باللغة فهي عبارة عن أعراض لسانیة یمكن أن تظهر على مستوى الإنتاج المكتوب وعلى مستوى الفهم كما یلي:

  • أعراض على مستوى الإنتاج المكتوب:

ثمة صعوبة وبط في إنتاج أو نقل النصوص، إذ أنه عند عملیة نقل المصاب بعسر الكتابة لنص ما، یحذف عدد من الكلمات أو أجزاء منها، وقد یتجاوز السطر كذلك. وهذا ما یزید من حدة أخطائه، وحتى عندما تقرأ كتاباته فإننا نلاحظ كتابة الكلمة یكون حرف بحرف، بالإضافة إلى ضعف في التعبیر وهذا راجع إلى صعوبات في ربط المدلولات حسب القواعد النحویة مما ینجم عنه نص قصیر ذو معجم محدود مع عدم احترام علامات الوقف. مما سبق ذكره، فإن صعوبات الإنتاج ناجمة عن صعوبات فك الرموز الخاصة بالإملاء والتي تتمثل فیما یلي: أخطاء صوتیة فونیتیكیة، أخطاء مورفولوجیة، أخطاء الربط.

  • أعراض على مستوى الفهم:

عدم الاهتمام بالمعنى أو الاهتمام به جزئیا، فإذا ما فك المصاب بعسر الكتابة ترمیز رسالة ما أو نص فإنه ینساه كلیا أو جزئیا، بالإضافة إلى أنه یرفض الكتابة عندما لا یدرك الكلمات. ما الأعراض المصاحبة لعسر الكتابة وهي معرفیة تتمثل في: -خلل في الذاكرة السمعیة، خلل الذاكرة البصریة، خلل في الانتباه السمعي، خلل في الانتباه البصري.

أسباب عسر الكتابة :

  • العوامل المرتبطة بالطفل:

اضطراب الضبط الحركي للطفل: یتمثل العجز في ضبط وضع الجسم، والتحكم في وضع الرأس والذراعین، والیدین، والأصابع. وهذا ما یؤثر سلبا في تعلم أداء الأنشطة الحركیة اللازمة لنسخ الحروف والكلمات وكتابتها وتتبعها، ولقد أرجع "ماكلبت" (1965 (عدم القدرة الجزئیة للكتابة المتسبب عن العجز الوظیفي للمخ، فالطفل غیر قادر على تذكر التسلسل الحركي لكتابة الحروف والكلمات، ویعرف الكلمة قادر على تنظیم وإنتاج النشاطات الحركیة الضروریة في نسخ أو كتابة الكلمة من الذاكرة. التي یرغب في كتابتها، ویستطیع نطقها وكذلك یستطیع تحدیدها عند مشاهدته لها، ولكنه مع ذلك غیر إن العجز في الضبط الحركي قد ینتج عن صعوبة في المخرجات الحركیة عند محاولة إرسال الإشارات المناسبة للجسم، والذراع والید والأصابع للقیام بالحركة الضروریة للكتابة وهناك حالة تدعى بالعمه الحركي (Apnarie) والتي بها یكون للطفل صعوبة في أداء النشاطات الحركیة طوعا وعن قصد، وهناك حالة أخرى تدعى الكتابة التخلجیة (Alarie) حیث یؤدي العجز في النظام العصبي المركزي إلى عدم التناسق الحركي، وضعف الاتزان والحركات الارتعاشیة.

  • استخدام الید الیسرى:

إن تفضیل استخدام الید في النشاطات لا یثبت حتى یصبح عمر الطفل (8 -9 سنوات)، ومن ثم نجد الطفل یطور تدریجیا استخدامه للید الیمنى أو الیسرى، أو لكلى الیدین وهي من الحالات النادرة جدا.

فاستخدام الید الیسرى لا یؤدي إلى صعوبات الكتابة، ولكن ما یسبب تلك الصعوبات هو فشل عملیة التدریس في تزوید الطفل الذي یستخدم یده الیسرى من تصحیح كتابته في المراحل المبكرة وبسبب هذا وجد أن الأطفال الذین یستخدمون الید الیسرى في الكتابة وثم تدریبهم على استخدام الید الیمنى یعكسون الأعداد والحروف، فالطفل الذي تعلم كتابة العدد 9 بالید الیسرى فإنه قد یكتب نفس العدد بطریقة معكوسة بالید الیمنى.

  • اضطراب الإدراك البصري:

إن تعلم الكتابة یتطلب من الطفل أن یفرق ویمیز بصریا بین الأشكال والحروف والكلمات، والاتجاهات "یمین، یسار" والتمییز بین الخط الأفقي، والرأسي، وأیضا مطابقة الأشكال.

  • اضطراب الذاكرة البصریة:

یعرف بصعوبة تذكر أشكال الحروف والكلمات، والتعرف علیها بصریا بالرغم من سلامة البصر، وهذه الأخیرة تؤدي بدورها إلى تشكیل وكتابة الحروف والأعداد والأشكال.

  • نقص الدافعیة:

تؤثر الدافعیة بشكل عام في الجوانب الأكادیمیة، ومن بینها الكتابة، وقد یعود إلى عامل ذاتي متعلق بالفرد، أو ناتج عن عوامل وراثیة، كما أنه قد یكون نتیجة عوامل خارجیة تؤدي إلى تدني دافعیة الطفل ومن بینها الأسالیب الوالدیة في التربیة، أو قد یكون الطفل من النوع الخامل، قلیل النشاط ولا یسعى إلى التعلم بجدیة، أو إلى تصحیح الأخطاء الكتابیة التي یقع فیها، وتكون مدة انتباهه قصیرة لأنه من الصعب شد انتباهه لمثیر معین.

  • العوامل العصبیة:

یشیر "كیرك" (1973( إلى أن عملیة نسخ الحروف تعتمد بشكل أساسي على الإدراك البصري عند تعل الطفل للكتابة، ولكن بعد أن یتعلم الطفل الكتابة ویتقنها یقل الارتباط بین الكتابة والإدراك البصري، بینما یتعزز الارتباط بین الكتابة ونمو اللغة ومعرفته لها. إذا كان الطفل عسیر الكتابة یعاني من خلل في التناسق البصري الحركي، والذي یظهر على صورة اضطراب في مكان كتابة الأحرف، فإن الخلل العصبي هذا یتموضع في المنطقة الخلفیة من الفصوص الجداریة في النصف الكروي المخي المسیطر من الناحیة اللغویة.

ممیزات الأطفال ذوي عسر الكتابة:

یمتاز الأطفال ذوي عسر الكتابة بالعدید من الخصائص السلوكیة التي تمیزه عن غیره من الأطفال العادیین نذكر منها ما یلي :

 النسخ بصورة غیر دقیقة..

  •  الحاجة إلى وقت طویل بصورة مفرطة لإكمال العمل الكتابي.
  •  كتابة الحروف المتصلة في الكلمة منفصلة.
  • جعل العیون قریبة من الصفحة عند الكتابة
  • یمسك القلم بصورة خاطئة.
  • عدم تجانس الحروف عند الكتابة والخلط ما بین الحروف الكبیرة والصغیرة بصورة متجانسة.
  • یرتكب أخطاء عكس الحروف بصورة متكررة.
  • تشویه صورة الحرف عند الكتابة.
  • یرتكب أخطاء في ترتیب الكلمات في الجملة.
  • یواجه صعوبة في إكمال الفراغات في الجمل.
  • بطء في معالجة اللغة الشفهیة أو الكتابیة أو كلیهما.
  • صعوبة في استخلاص الأفكار من النص.
  • یتأخر كثیرا عند محاولة تذكر الكلمات.
  • یواجه مشكلات في فهم قواعد استخدام اللغة.
  • رداءة في تركیب الجمل والفقرات.
  • رداءة في تنظیم المقالات الكتابیة.
  • یرتكب أخطاء في آلیات الكتابة.
  • لا یدقق ما یكتب.
  • العجز في تصویب الأخطاء المرتكبة.
  • قد تكون كتابته غیر مفهومة.

علاج عسر الكتابة:

علاج المهارات الحركیة-البصریة الفرعیة: لقد ذكر "فاز" 1997 مهمة أو مهارة فرعیة یجب تحصیلها في تعلم الكتابة، وهذه المهمات یمكن تصنیفها في ست مجموعات من المهارات والتي یمكن تلخیصها فیما یلي:

  • مسك واستخدام أدوات الكتابة ووضع الورقة.
  • إنتاج الخطوط.
  • رسم الأشكال
  • رسم الخطوط والأشكال باستخدام الإرشادات.
  • مهارة كتابة الأعداد والكتابة بحروف متصلة.
  • إنتاج أشكال الحروف الكبیرة.
  • نسخ الأعداد.
  • كتابة قائمة من الأعداد یتم إملائها.
  • ترك فراغ مناسب بین الحروف والكلمات والأعداد.
  • تعلم إیصال الحروف.
  •  التحول والانتقال من الكتابة بطریقة الحروف المنفصلة إلى الكتابة بالحروف المتصلة.
  • كتابة الكلمات من خلال نموذج.
  • استخدام مهارات الكتابة المتصلة.
  • كتابة ما یملى من حروف وكلمات وجمل.
  • الرسم على الرمل أو الصلصال أو على ورق مغطى بالرمل.
  •  رسم خطوط تزداد صعوبة بصورة تدریجیة.
  •  تتبع الخطوط عن طریق القیام بلعبة القطار أو السیارة.
  • الكتابة الحرة السریعة على الورق.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-