ما هو علاج الخوف عند الاطفال؟

 

الخوف عند الأطفال هو حالة انفعالية داخلية وطبيعية، غير أن قد يكون الخوف غير طبيعي ويسبب نوبات من الهلع قد تأثر على البنية النفسية للأطفال.


تعريف الخوف عند الأطفال:

الشعور بالخوف ھو حالة انفعالية داخلية وطبيعية موجودة لدى كل إنسان، يسلك خلالھا سلوكاً يبعده عن مصادر الأذى. فعندما نقف على سطح عمارة بدون سياج، نجد أنفسنا ونحن نبتعد عن حافة السطح شعوراً منا بالخوف من السقوط، وعندما نسمع ونحن نسير في طريق ما صوت إطلاق الرصاص فإننا نسرع إلى الاحتماء في مكان أمين خوفاً من الاصابة والموت، وھكذا فالخوف طريقة وقائية تقي الإنسان من المخاطر، وھذا ھو شعور فطري لدى الإنسان، وھوھام وضروري.


أعراض الخوف عند الأطفال:


غير أن الخوف ذاته قد يكون غير طبيعي [مرضي] وضار جداً، وھو يرتبط بشيء معين، بصورة لا تتناسب مع حقيقة ھذا الشيء في الواقع [ أي أن الخوف يرتبط بشيء غير مخيف في طبيعته ] ويدوم ذلك لفترة زمنية طويلة مسببا تجنب الطفل للشيء المخيف ، مما يعرضه لسوء التكيف الذي ينعكس بوضوح على  سلوكه في صورة قصور وإحجام ، وقد يرتبط ھذا الخوف بأي شيء واقعي ، أو حدث تخيلي ، كأن يخاف الطفل من المدرسة ،أو الإمتحانات ،أو الخطأ أمام الأخرين، أو المناسبات الإجتماعية ، أو الطبيب والممرضة ، أو من فقدان أحد الوالدين أو كلاھما، أو الظلام أو الرعد والبرق، أو الأشباح والعفاريت، وقد يصاحب الخوف ما يلي :


  1. نوبات من الھلع الحاد.
  2. سرعة دقات القلب
  3. سرعة التنفس.
  4.  الدوار أو الغثيان.
  5. التعرق الشديد.
  6. تكرار التبول.
  7. عدم السيطرة على النفس.

وكل ھذا قد يحدث فجأة وبشدة، وبدون سابق إنذار،وقد يسبب الخوف لأبنائنا مشاكل وخصالا تسبب لھم الضرر الكبير خطيرة معطلة لنموھم الطبيعي والتي يمكن أن نلخصھا بما يلي :


  1. الإنكماش والإكتئاب .
  2.  التھتھة .
  3. عدم الجرأة.
  4. الحركات العصبية غير الطبيعية.
  5. القلق والنوم المضطرب.
  6.  التبول اللإإرادي .
  7.  الجـبن.
  8.  الحساسية الزائدة.
  9. الخـجل.
  10. التشاؤم.

وفي ھذه الأحوال ينبغي علينا نحن المربين، أباء وأمھات ومعلمين، أن نقوم بدورنا المطلوب لمعالجة ھذه الظواھر لدى أبنائنا، وعدم التأخر في معالجتھا، كي لا تتأصل لديھم وبالتالي تصبح معالجتھا أمراً عسيراً، ويكون لھا تأثيرا تقبلھم.


إن مما يثير الخوف في نفوس أبنائنا ھو خوف الكبار، فعندما يرى الصغير أباه، أو أمه، أو معلمه يخافون من أمر ما فإنه يشعر تلقائيا بهذا الخوف، فلو فرضنا على سبيل المثال أن أفعى قد ظھرت في فناء المدرسة أو البيت واضطرب المعلم أو الأب وركض خائفا منها إن من الطبيعي أن نجد الأطفال يضطربون ويھربون رعبا ً وفزعا مما يركز في نفوسھم الخوف لأتفه الأسباب.


ومما يثير الخوف أيضا الحرص والقلق الشديد الذي يبديه الكبار عليھم، فعندما يتعرض الطفل في نفوس الأطفال، لأبسط الحوادث التي تقع له، كأن يسقط على الأرض مثلا فليس جديرا بنا أن نضطرب ونبدي علامات القلق عليه، بل علينا أن نكون ھادئين في تصرفنا، رافعين لمعنوياته، ومخففين من إثر السقوط عليه، وإفھامه أنه بطل وشجاع وقوي ...الخ، حيث أن لھذه الكلمات تأثير نفسي كبير على شخصية الطفل.


كما أن النزاع والخصام بين الأباء والأمھات في البيت أمام الأبناء يخلق الخوف عندھم، ويسبب لھم الإضطراب العصبي. وھناك الكثير من الأباء والأمھات والمعلمين يلجئون إلى التخويف كأسلوب في تربية الأبناء وھم يدعون أنھم قد تمكنوا من أن يجعلوا سلوكھم ينتظم ويتحسن. غير أن الحقيقة التي ينبغي ألا تغيب عن بالھم ھي أن ھذا السلوك ليس حقيقيا ً أولا، وليس تلقائياً وذاتياً ثانياً، وھو بالتالي لن يدوم أبداً.


إن ھذه الأساليب التي يلجأ إليھا الكثير من الأباء والأمھات والمعلمين تؤدي إلى إحدى نتيجتين:


  • عدم إقلاع الأبناء عن فعل معين رغم تخويفھم بعقاب ما ثم لا يوقع ذلك العقاب، فعند ذلك يحس الأبناء بضعف المعلم أو الأب أو الأم، وبالتالي يضعف تأثيرھم بنظر الأبناء.أما إذا لجأ المربي إلى العقاب فعلا، وھو أسلوب خاطئ بكل تأكيد، فإن الطفل حتى وإن توقف عن ذلك السلوك فإن ھذا التوقف لن يكون دائم ولا بد أن يزول بزوال المؤثر [العقاب]، لأن ھذا التوقف، جاء ليس عن طريق القناعة، بل بطريقة قسرية
  • خضوع الأبناء، وھذا الخضوع يخلق فيھم حالة من الإنكماش تجعلھم مشلولي النشاط، جبناء خاضعين دون قناعة،فاقدي،أو ضعيفي الشخصية ،وكلتا النتيجتين تعودان عليھم بالضرر البليغ 

 كيفية علاج الخوف عند الأطفال:


 إن باستطاعتنا أن نعمل على إزالة إثر الخوف غير الطبيعي لدى أبنائنا باتباع ما يأتي:


  • منع استثارة الخوف ، وذلك بالإبتعاد عن كل ما من شأنه أن يسبب الخوف عندھم ، مع الحرص على التمييز بين التحذير من الأخطار التي يمكن أن تتھددھم من بعض الأفعال والتصرفات ، وبين استثارة الخوف غير الطبيعي الذي ينعكس سلبا على سلوكھم ويؤصل الخوف في نفوسھم.
  • توضيح المخاوف الغريبة لدى الأطفال، وتقريبھا من إدراكھم، وربطھا بأمور سارة، فالطفل الذي يخاف القطة على سبيل المثال يمكننا أن ندعه يربيھا في البيت، والطفل الذي يخاف الحيوانات الكبيرة كالجمل والحصان يمكن تقريبه من ھذه الحيوانات الأليفة بمعيتنا، والطفل الذي يخاف الغرق في الماء ينبغي أن نعلمه السباحة مبكرا بل متخصصين في تعليم السباحة.
  • تجنب استخدام أساليب العنف لحل المشكلات التي تواجهنا في تربية الأبناء، واللجوء إلى الإقناع كأسلوب أمثل لا بديل عنه لجعل سلوكھم ذاتيا وليس عن طريق الإكراه والذي يزول بزوال المؤثر.
  • تجنب الخصام بين الوالدين أمام أبنائھم ، عن أنظارھم وذلك ومحاولة حل المشاكل بينھما بعيداً لما للخصام بين الوالدين من تأثير سلبي على سلوك الأبناء حيث يرسخ لديھم الشعور الدائم بالخوف.
  •  العمل على تشجيع وترسيخ الشجاعة الأدبية لدى الأبناء ، وفسح المجال لھم واسعاً للتعبير عما يريدون قوله ، وإتاحة الفرصة لھم للمشاركة في الحديث في الشؤون العامة مع توجيھھم وتدريبھم على أسلوب المخاطبة والإستماع ،وأخذ دورھم في الحديث وعدم مقاطعة الاخرين .

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-