أثر الألعاب التربوية في تنمية بعض مهارات التعلم عند الأطفال

 

تستغل الألعاب التربوي ميل الطفل إلى اللعب، ولكن هدفه موجه نحو تعلم مدرسي محدد من أجل تنمية بعض مهارات التعلم عند الأطفال، باعتبار اللعب التربوي من أحدث الطرق المستعملة في المدارس.

يتعلق الأمر بمجموعة من الألعاب : ( ألعاب اللوطو، ألعاب الدومينو، ألعاب المربكات، ألعاب الصور التتابعية...) التي يضعها الراشد لتمكين الطفل من تحقيق تعلمات ومعارف تم تحديدها مسبقا. وبهذا المعنى، فهي تختلف كليا عن اللعب الرمزي أو ألعاب البناء حيث يحظى الطفل فيها بقدر كبير من المبادرة الشخصية، ويقود النشاط بصورة تلقائية وعفوية.


يستغل اللعب التربوي ميل الطفل إلى اللعب، ولكن هدفه موجه نحو تعلم مدرسي محدد. إنها وضعية دنيا، على اعتبار أن المحافظة على طابعها اللعبي يرتبط بموقف المربي. فإذا كانت انتظارات هذا الأخير فيما يخص النتائج ملحة ومستعجلة، فإنه قد يحول وضعية اللعب إلى وضعية مدرسية صرفة. تتوفر اللعب التربوية على قواعد تشكل مدخلا حقيقيا للقانون.


ما هي الفائدة البيداغوجية للألعاب التربوية؟



 يساعد هذا النوع من الألعاب على النمو المعرفي للطفل. حيث تستهدف كل لعبة تعلما خاصا:


معرفة الألوان، الأشكال، الأبعاد، معرفة المكان والزمان، ومعرفة الأعداد...ييسر هذا النوع من الألعاب التنشئة الاجتماعية للطفل، على اعتبار أن هذه الألعاب لها قواعد محددة، تتطلب انظباط الطفل لها واستدخالها شيئا فشيئا. فهي، بطريقة ما، إعداد للحياة الاجتماعية، التي تضبطها هي الأخرى مجموعة من القوانين، ويتعين على كل واحد احترامها. إن دور اللعب التربوي في التنشئة الاجتماعية يظهر بوضوح عندما يلعب الأطفال جماعة. عندها يتعين على الطفل احترام التناوب، واحترام إيقاع كل طفل من زملائه،  وتقبل نتيجة اللعب. ويتطلب منه هذا القدرة على الأخد بعين الاعتبار أقرانه الآخرين، وتقبل الخسارة، والقدرة على التغلب على التوترات التي يمكن أن تحدت داخل المجموعة.


يمكن هذا النوع من الألعاب الطفل من تطوير كفاءاته اللغوية، ذلك أن الطفل حين يلعب، يستأنس بالرصيد اللغوي الخاص والمتداول أثناء اللعبة (أسماء الحيوانات، أسماء الفواكه، أسماء الحرف والمهن...). إضافة إلى ذلك، فإن الأطفال حين يلعبون جماعة يضطرون إلى إرساء تواصل لغوي لفظي فيما بينهم يكون مفهوما بالنسبة للجميع.


يتيح هذا النوع من الألعاب تكرار وتدعيم بعض المعارف لدى الطفل (حسب هدف اللعبة) مع الحرص على عدم إحساس الطفل بالتعب والملل.

 

ماذا يجب على المربي عمله لتطوير الألعاب التربوية؟


صنع عدد كبير من الألعاب التربوية، ووضعها رهن إشارة الأطفال. ويجب أن تكون هذه الألعاب متعددة ومتنوعة بما فيه الكفاية، لتتيح من جهة، استعمالها في ظروف جيدة (لعبة لكل طفل داخل المجموعة التي تلعب)، ومن جهة ثانية، لتجنب الطفل الوقوع في براثن الملل. ويتعين نسخ الألعاب المقدمة في هذا الدليل عدة مرات.


وضع الألعاب التربوية تحت رهن إشارة الأطفال. كما يجب ترتيبها في علب كرتونية أو بلاستيكية عليها بطاقات توضح أسمائها ورموزها حسب نوع اللعبة. ويتعين على الرمز أن يكون واضحا ليسهل التعرف عليه من طرف الأطفال.


من ناحية أخرى يتعين وضع هذه العلب على رفوف تكون في مستوى قامة الأطفال، وذلك لتشجيع اعتماد الأطفال على أنفسهم.


الحرص على استعمال تقنية في صنع الألعاب تضمن صلابتها. حيث أن صنع هذه الألعاب يتطلب وقتا، وبالتالي لا يجب أن تضيع مجهودات المربي سدى، عند أول استعمال لهذه الألعاب من طرف الأطفال.


إشراك الأطفال في ترتيب الألعاب بعد استعمالها. تتكون الألعاب التربوية غالبا من أجزاء عديدة صغيرة الحجم، يسهل ضياعها. كما محبط بالنسبة للطفل،  تركيز كل جهده مثلا في إنجاز مربكة، ثم اكتشاف استحالة هذا الأمر لأن اللعبة غير كاملة. لذا يتعين شرح كيفية ترتيب المواد والتجهيزات وإظهارها للأطفال، حتى يستطيعون القيام بذلك لوحدهم.


تحسيس الأولياء بأهمية اللعب في نمو أطفالهم. ذلك أن اللعب التربوي من حيث طابعه الجدي وأهدافه المحددة في التعلم يمكنه أن يشكل دعامة بالنسبة للمربي للشرح للأولياء أنشطة اللعب بمؤسسة ما قبل التمدرس.


إشراك الأطفال في بناء الألعاب التربوية. يمكن صنع بعض الألعاب من طرف جميع الأطفال. يتعلق الأمر غالبا بألعاب "سرابية مؤقتة" لا تدوم سوى مدة صنعها واستعمالها من طرف الأطفال. على سبيل المثال، يطلب المربي من الأطفال إنجاز رسم يغطي كامل الورقة  ثم يتم وضع تربيعات على الرسم قبل القيام بتقطيعها. عندما يتحول الرسم إلى مربكة يمكن للطفل أن يلعب بها.


السهر على اعتماد وضعية لعبية في تنشيط اللعبة التربوية. لأن هذه الأخيرة يمكنها أن  تتحول بسرعة، إذا لم نأخد حذرنا، إلى مهمة شاقة ومكرهة للطفل. لا يوجد نشاط أو مادة لعبية لذاتها. فاللعب يتولد من خلال موقف أو سلوك المربي والطفل.


ففي وضعية لعبية، يسود المرح، والخطأ بدون عواقب. في المقابل وحتى في أجواء اللعب، تكون تشجيعات وتهاني المربي عواقب في غاية الأهمية.


ابتكار ألعاب تربوية جديدة تبعا للتعلمات المستهدفة أو موضوع المشروع الجاري به العمل. إن الأفكار المتعلقة بالألعاب التربوية المقترحة في الجزء الثاني من هذا الدليل لا تشكل سوى أرضية أولى لمساعدة المربي في بحثه في هذا المجال. كما يجب أيضا التفكير في تبادل الألعاب وتقنيات صنعها مع الزملاء اغناءا المستمر للرأسمال الشخصي لكل مرب باستمرار.


وضع الألعاب في متناول الأطفال وتركهم يبتكرون قواعد جديدة لها أو متغيرات. تمكن هذه الوضعية من تطوير إبداع الأطفال، وتعويدهم على صياغة قواعد منسجمة وتثمين اقتراحاتهم.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-