من ھنا جاء الاھتمام باللعب البيداغوجي
باعتباره نشاطا يبذل فيه اللاعبون جھودا كبيرة لتحقيق ھدف ما في ضوء قوانين وقواعد
معينة. و ھو نشاط منظم منطقيا في ضوء مجموعة قوانين اللعب، حيث يتفاعل طالبان أو
أكثر لتحقيق أھداف محددة وواضحة، لھا ارتباط وثيق بما ھو تربوي و تعليمي، مع
مراعاة الجانب السيكولوجي. ويستھدف ھذا النوع من اللعب فئة عمرية موحدة، وذلك بھدف
تكوين مھارات وقدرات لدى جميع الاطفال مع تشريبه المعارف والقيم الكفيلة بتحقيق الغايات.
يتضح إذا ان اللعب يكسب قيمته التربوية إذا ما
تم توجيھه على ھذا الاساس، أي يجعله نشاطا تربويا ھادفا يحقق للطفل التكامل بين
وظائف جسمه الحركية والعقلية. ولن تتأتى للعب ھذه الوظيفة إلا إذا تمت ممارسته وفق
قواعد محددة، وتضمن محتوى تعليمي معين وتوافر فيه عنصري المتعة والتسلية.
تتعدد أشكال وأنواع اللعب تبعا للمواقف
التعليمية المتعددة و المتجددة داخل الفصل الدراسي، والتي يتم استثمارھا في
التنشيط البيداغوجي، كلعب الادوار او المحاكاة التي تستھدف تنمية الجوانب العاطفية- الوجدانية
والشعور بالغير، وتستھدف أيضا الجانب التخيلي التمثيلي لدى التلميذ أو كاللعب
التنافسي الذي يستھدف تنمية روح المنافسة الفعالة و الايجابية، و يتم عن طريق
احترام القواعد والخصم، و قد ميت في إطار وضعية - مسألة ( مشكل)، و من خصائصه
انفتاح الوضعية على امكانات كثيرة للحل مما ينمي الذكاء، وقد تكون الوضعية ذات حل
واحد لكن طرق الحل متعددة، أما اللعب الرمزي فينمي الجانب الرمزي الثقافي لدى
التلميذ ويستثمر في الرياضيات و تناسبه الوضعيات المتغلقة.
يمكننا القول أنه إذا أردنا أن نحد من المظاھر
السلبية المتفشية في نظامھا التربوي كالھدر المدرسي والفشل والتأخر الدراسي فإنه
علينا أن نجعل الدرس أكثر مرحا وإثارة و جاذبية، و لن يتأتى لنا ذلك إلا بوجود
مدرسة منفتحة وإدارة متفتحة وطرق فعالة، تسمح بالتجريب التربوي و تنمي روح الإبداع
و التساؤل و البحث و الإكتشاف لدى المدرس و التلميذ على حد سواء.