ماذا تتوقعين أول يوم بعد الولادة؟

تطرح العديد من الأمهات الذين هم على وشك ولادة إستفسارات حول ماذا سيحدث أول يوم بعد الولادة  سنحاول الإجابة على  جميع  استفساراتهم قبل وأثناء الولادة.


بعد حمل دام تسعة أشهر وأنت تنتظر استقبال طفلك بعد تخطيط قبلي  لهذا اليوم وتجهيز غرفة وتأثيثها بكل المستلزمات وتحضير الحقيبة التي ستأخذينها للمستشفى جاهزة. وأنت على مشارف الولادة ربما تشعرين ببعض القلق أو الخوف، أو ربما تتخيلين حالتك الصحية والنفسية بعد الولادة. أيا كانت هذه الانشغالات التي تؤرق بالك. في هذه الموضوع سنحاول الإجابة عن جميع هذه الأسئلة انطلاقا من خطة الولادة إلى لحظة خروجك من المستشفى.


 المرحلة الأولى :خطة الولادة


 ربما تكونين قد خططت بمشاورة مع طبيبك على خطة ولادتك. وخطة الولادة لا يقصد بها فترة المخاض والولادة فقط، ولكنها تتعلق أيضاً بكيفية رعاية المولود خلال فترة إقامتك بالمستشفى، كذلك تخطيط واستعداد نفسيا في طريقة التعامل مع الأشياء الغير متوقعة والمفاجئة التي يمكن أن تقع قبل أو بعد الولادة 


 قد يعتقد الأغلبية أن خطة الولادة هي قواعد معينة لابد من تطبيقها بحذافيرها وأن يتبعها الطبيب والأخصائيين بالمستشفى لكنها فى الواقع مجرد خطوط عريضة، أو توقعات يمكن أن تحدث بالإضافة إلى قائمة بالأشياء التي تفضلينها.


لأن كل ولادة تختلف عن الأخرى لهذا يتطلب الأمر وجود بعض المرونة، فلا يمكن توقع ما سيحدث في فترة المخاض. ينبغي أن تكوني على كامل الاستعداد لجميع الاحتمالات حتى لا تشعري بالإحباط وخيبة الأمل إذا لم تجري الأمور كما خططت لها.


بالإضافة إلى كل التفاصيل المتعلقة بمرحلة المخاض والولادة )على سبيل المثال، الولادة القيصرية، الولادة الطبيعية، المهدئات، حركتك أثناء فترة المخاض، …الخ(، فإن التخطيط للولادة يتعلق بأمور كثيرة تتعلق بطريقة  معاملة طفلك والعناية التي سيتلقاها. على سبيل المثال، المكان الذي تحبين أن يخصص لنوم طفلك، تناوله أو عدم أخذه جلوكوز بعد الولادة، إعطاؤه أو عدم إعطائه ببرونة، مسألة تتعلق بالمولد الذكر الطهارة، أو حتى ثقب أذن الولود الأنثى، جميع هذه الموضوعات يمكن أن يتفق عليها مع الطبيب خلال فترة التخطيط للولادة.


لكن الطبيب قد لا يتذكر الاستشارات المسبقة معه وسيوصى بها الممرضات، ولهذا لا ينبغي الاعتقاد أنك أنت أو زوجك ستستطيعان توصيل رغباتكما بعد الولادة. قد يحدث شيء خلال فترة المخاض يحول دون استشارتكما في بعض الأشياء. لهذا ينبغي اتباع خطوات لضمان احترام رغباتك. 


إذا كنت ترغبين أن يكون طفلك تحت عنايتك، يمكنك الترتيب لذلك بوضع مهد بجانب الغرفة التي تتواجدين فيها حتى يتسنى لك ولزوجك مراقبة الطفل في الأوقات التي فيها الممرضات مع الطفل لأن تواجد الطفل معك في نفس الغرفة سيسهل عملية إرضاع طفلك. في حالة لم يكن طفلك سينام معك في نفس الغرفة، قمي بكتابة رغباتك في ورقة وضعيها فوق سرير الطفل. على سبيل المثال ممنوع ثقب الأذن ممنوع الببرونة …..



المرحلة الثانية: فحوصات ما بعد الولادة مباشرة


بعد ولادة طفلك مباشرة، كي يتنفس طفلك بطريقة جيدة سيتم سحب الإفرازات من فم وأنف طفلك. بعد خمس دقائق من التنفس يتم تشخيص الوضع العام للمولود. يعتبر هذا الاختبار الروتيني بحيث يسعى إلى قياس مدى استجابة الطفل والعلامات الحيوية لدى طفلك.العوامل الخمس التي يتم اختبارها هي:


  • معدل ضربات القلب
  •  التنفس
  •  قوة العضلات
  •  ردود الأفعال اللاإرادية
  • لون الجلد.

يتم تقيم الحالة الصحية لطفل انطلاقا من العوامل الخمس بحيث يتم تنقيط كل عامل بدرجة من صفر إلى اثنين لكل واحدة من الخمس عوامل ثم بعد ذلك يتم جمع الخمس أرقام معا. هذا المجموع يسمى “مجموع أبغار”.


هذا الاختبار السهل والسريع يعطي فكرة عامة على ما إذا كان المولود في حاجة إلى. يعتبر المعدل من 7 إلى 10 يدل على عامة صحة الطفل طبيعية، بالتالي لن يتم اللجوء إلى أي فحوصات إضافية، في حالة إذا كان المجموع أقل من ذلك، يقتضي إجراء فحوصات إضافية للمولود، مثل تزويد المولود بالأكسجين على سبيل المثال.سيخضع طفلك لبعض الإجراءات السريعة الأخرى. غالباً ستشمل الآتي:


  • قياس الوزن
  •  قياس محيط الرأس
  • قياس الطول.
  • للحماية من الالتهابات يتم إعطاؤه قطرة للعين


الإجراءات شكلية أخرى قد تختلف من مستشفى إلى آخر، لكن غالبا بعد تنظيف طفلك ولفه في بطانية، سيسمح لك باحتضانه لأول مرة لحدوث الرابطة الفورية بينكما، وقد يستدعي الأمر إرضاعه. بعد احتضان طفلك، عادة ينقل إلى غرفة الأطفال من أجل إخضاعه للفحوصات والتحاليل اللازمة الأخرى، بينما يتم نقلك إلى غرفتك لكي تأخذي قسط من الراحة ولاسترجاع عافيتك بعد الولادة. في تمت الولادة عن طريق ولادة قيصرية سيتكلف الطبيب بالانتهاء من غلق الجرح ستقوم الممرضات بأخذ طفلك مباشرة إلى غرفة الأطفال لإجراء الفحوصات والتحاليل.


بينما أنت ترتاحين في غرفتك، سيأخذ طفلك جرعة من فيتامين “k” قصد مساعدة الدم على التجلط بشكل عادي. كما يمكن يأخذ طفلك جرعة من تطعيم الالتهاب الكبدي حسب ما يقرره الطبيب. هناك بعض التحاليل الأخرى التي يمكن أن يطلبها الطبيب. في حالة كان المولود ولد، سيطرح عليك سؤال في كانت لديك الرغبة في إجراء عملية طهارة. 



المرحلة الثالثة: الرضاعة


في حالة كنت سترضعين طفلك رضاعة صناعية، يسمح لك بالبدء في إرضاعه بعد ولادته خلال الساعات الأولى، أما إذا كنت ترغبين بإرضاعه رضاعة طبيعية يمكنك إرضاعه خلال الساعات الأولى من ولادته.


 الأطفال الجدد كثيراً ما تكون لديهم قابلية واستعداد للرضاعة للرضاعة خلال أول ساعة من الولادة. وتقوم الممرضة بمساعدتك في وضع الطفل على ثديك بطريقة صحيحة حتى يتمكن من الحصول على “السرسوب”.


السرسوب هو سائل يفرز في الثديين يشبه الماء خلال البضع أيام الأولى بعد الولادة. هذا السائل يمكن الطفل من اكتساب مناعة ضد الإصابة بالعدوى، بالإضافة إلى أن مص طفلك للثديين يحفز على إفراز الهرمونات التي تخبر الجسم أنه قد حان وقت إفراز الحليب.


في البداية، غالبا سيكون طفلك في حاجة لرضاعة كل ساعتين أو ثلاثة. اسأل في المستشفى إذا كانت سياستهم إعطاء المولود جلوكوز، فإذا كنت لا ترغبين في إعطاء مولودك جلوكوز و الببرونة ، حتى لا يختلط الأمر على الطفل بين الببرونة وحلمة ثديك – في حالة لديك رغبة بإعطاء المولود الجلوكوز يمكنك أن تطلبي من الممرضات إعطاءه الجلوكوز في فمه باستعمال سرنجة بلاستيك معقمة – و بالطبع بدون استعمال إبرة – أو باستعمال ملعقة.



المرحلة الرابعة: الترابط بين الطفل والأم


الترابط بين الطفل والأم هي علاقة عاطفية قوية تنشأ بينك وبين طفلك وهي من أجمل وأمتع ما في الأمومة. أغلب الأطفال حديثي الولادة يكون لديهم الاستعداد لهذا الترابط، لكن هذا الترابط قد تختلف من أم إلى أخرى. كثير من الأمهات والآباء قد تكون لديهم مشاعر مختلطة في اللحظات الأولى من الولادة، لأن ولادة طفل تجربة جديدة يأتي معها تغير في نمط حياة الأم والأب. إلا أن بعض الأمهات والآباء قد يشعرون بترابط عاطفي قوي منذ الدقائق الأول، إلا أن الأمر قد يأخذ وقتا أطول عند البعض الآخر. تذكري أن هذا الترابط عملية شخصية معقدة تتحكم فيها مجموعة من العوامل.


صعوبة حدوث هذا الترابط بينك وبين طفلك قد يكون بسبب التغيرات الهرمونية التي تطرأ بعد الولادة مباشرة بالإضافة إلى الإجهاد وألم الولادة في حالة كانت الولادة صعبة.يعاني بعض الأمهات من اكتئاب ما بعد الولادة يحدث مشكلة في الارتباط بطفلك. في هذه الحالة ينبغي مناقشة الموضوع مع الطبيب.

 

هناك أشياء ينصح القيام بها وأنت لازلت في المستشفى لكي تقوي الرابطة بينك وبين طفلك. هدهدي طفلك، وعانقه لمساعدته على الشعور باستقرار، فالأطفال يستجيبون للمس المباشر. حاول النظر لطفلك في عينيه، عل الرغم أن بصره في هذه المرحلة غير مكتمل النمو لكن ذلك يؤثر في تعزيز هذا الترابط، حول الهمس والتكلم معه لأن الأطفال يفضلون الأصوات الإنسانية ويستجيبون لأصوات الأم والأب حتى وهم لا يزالون في الرحم.


مبروك المولود الجديد! الآن بعد أن اطلعت  على ماذا يحدث عادة، استرخي واستمتعي بأول يوم لك مع مولودك الجميل.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-